منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

ثورة "الرفاهية ضد الإرهاق": فنلندا تقترح أسبوع عمل 4 أيام بـ 6 ساعات يومياً!

ثورة "الرفاهية ضد الإرهاق": فنلندا تقترح أسبوع عمل 4 أيام بـ 6 ساعات يومياً!

نشر :  
منذ أسبوع|
اخر تحديث :  
منذ أسبوع|
|
اسم المحرر :  
Nada.Handoumeh

في خطوة جريئة قد تعيد تشكيل مفهوم الحياة المهنية، طرحت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، مقترحاً بإعادة هيكلة أسبوع العمل ليصبح 4 أيام فقط، بواقع 6 ساعات عمل يومياً. هذا الطرح، الذي يهدف لتعزيز التوازن بين العمل والحياة (Work-Life Balance)، أطلقته مارين خلال فعاليات الذكرى الـ 120 للحزب الاشتراكي الديمقراطي في مدينة توركو، مؤكدة على ضرورة "الرفاهية ضد الإرهاق".

تفاصيل المقترح وأهدافه الإنسانية:

يأتي المقترح، الذي يعتبر خطوة متقدمة في السياسات الاجتماعية الفنلندية، بهدف تمكين الموظفين من قضاء وقت أكبر مع عائلاتهم وأحبائهم، وممارسة هواياتهم، والاستمتاع بالحياة الثقافية والترفيهية. سانا مارين، التي كانت أصغر رئيسة وزراء في العالم عند توليها منصبها (في ديسمبر 2019)، أشارت إلى أن هذا التخفيض في ساعات وأيام العمل هو "الخطوة التالية" في الحياة العملية، مؤكدة: "أعتقد أن الناس يستحقون قضاء المزيد من الوقت مع أسرهم وأحبائهم وهواياتهم وأشياء أخرى في الحياة".

السياق الفنلندي للعمل المرن:

تُعرف فنلندا بكونها من الدول الرائدة في دعم جداول العمل المرنة؛ فمنذ عام 1996، أصدرت الحكومة قانوناً يمنح الموظفين الحق في تغيير ساعات عملهم لثلاث ساعات (في وقت مبكر أو متأخر) عن المعتاد. نظام العمل الحالي في فنلندا، كغالبية الدول الغربية، هو 5 أيام عمل بواقع 8 ساعات يومياً.

تجارب عالمية تدعم الرؤية الفنلندية:

استندت مارين في مقترحها إلى تجارب سابقة أثبتت فعاليتها في دول أخرى، حيث أشارت إلى نجاح هذه التجربة في دول مثل اليابان والسويد. وبالبحث في هذه التجارب، نجد:

السويد (غوتنبرغ): في عام 2015، طبقت مدينة غوتنبرغ نظام الـ 6 ساعات عمل يومياً في إحدى دور رعاية المسنين. أظهرت نتائج التجربة في عام 2017 أن الموظفين أصبحوا أكثر سعادة وصحة، بالإضافة إلى ارتفاع في الإنتاجية لديهم، رغم أن التجربة كانت مكلفة على مستوى الدولة. كما أظهرت تجارب سابقة في مستشفيات سويدية أن تقليل ساعات العمل إلى 6 يومياً قد زاد من جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
التجارب الحديثة: أظهرت دراسات عالمية حديثة حول نظام الـ 4 أيام عمل (بدون خفض في الراتب) في دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، أن الموظفين شهدوا تحسناً ملحوظاً في الصحة النفسية والجسدية، وانخفاضاً في التوتر، وزيادة في ساعات النوم، مع قرارات من معظم الشركات المشاركة بتبني النظام بشكل دائم لنجاحه.
تأثير المقترح على البحث والإنتاجية:

يُركز النقاش حول هذا المقترح على فكرة أن الموظف المُرتاح والسعيد هو موظف أكثر إنتاجية وابتكاراً. هذا التحول من التركيز على "عدد الساعات" إلى "الإنتاجية وجودة العمل" هو جوهر حركة العمل المرن العالمية التي تتزايد وتيرتها، خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19.