
الحكم على الرجل الذي دهس جماهير ليفربول بالسجن لـ 21 عاما!
ملاحظة: النص المسموع ناتج عن نظام آلي
أصدرت محكمة ليفربول الجنائية حكما بالسجن لمدة إحدى وعشرين سنة وستة أشهر بحق بول دويل، البالغ من العمر أربعة وخمسين عاما، بعد إدانته بقيادة سيارته داخل حشود جماهير نادي ليفربول خلال موكب الاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي المـمتاز، في حادثة وصفت بأنها واحدة من أكثر الوقائع صدمة في تاريخ الاحتفالات الرياضية بالمدينة.
وجاء الحكم عقب محاكمة استمرت يومين، أقر خلالها دويل بالذنب في إحدى وثلاثين تهمة جنائية، جميعها مرتبطة بالواقعة التي حدثت في السادس والعشرين من مايو الماضي، وأسفرت عن إصابة أكثر من مئة وثلاثين شخصا بدرجات متفاوتة. وشملت التهم القيادة الخطرة، وإثارة الشغب، وسبع عشرة تهمة بمحاولة إحداث أذى جسيم بنية مسبقة، وتسع تهم بالتسبب في أذى جسيم بنية، إضافة إلى ثلاث تهم تتعلق بإحداث جروح متعمدة.
وخلال جلسة النطق بالحكم، بدا دويل، وهو جندي سابق في قوات المارينز الملكية وأب لثلاثة أطفال، متأثرا بشدة، حيث شوهد وهو يمسح دموعه بعد أن غير أقواله السابقة واعترف اعترافا كاملا بمسؤوليته الجنائية. وأكدت المحكمة أن المتهم كان في كامل وعيه وقت الحادث، ولم يكن تحت تأثير الكحول.

وعرضت داخل قاعة المحكمة لقطات مصورة من كاميرات السيارات، أظهرت دويل وهو يصرخ بعبارات غاضبة مطالبا الحشود بإفساح الطريق، قبل أن يندفع بسيارته من طراز «فورد جالاكسي» التي يبلغ وزنها نحو طنين داخل الجماهير المحتشدة. وأظهرت المقاطع مشاهد مروعة لمشجعين يسحبون أطفالهم من أمام السيارة في اللحظات الأخيرة، إضافة إلى تحطم الزجاج الأمامي بعد ارتطام أحد الأشخاص به.
وقال المدعي العام بول جريني، ممثل الادعاء، إن النيابة اعتبرت أن المتهم «استخدم المركبة كسلاح»، موضحا أن ما حدث لم يكن مجرد حادث مروري، بل فعلا متعمدا نابعا من فقدان السيطرة والغضب. وأضاف أن دويل تسبب في إصابات واسعة النطاق، وبث الرعب في نفوس أشخاص خرجوا للاحتفال بيوم ظنوه مناسبة للفرح.
اقرأ أيضا: خطيبة عمر مرموش.. من هي جيلان الجباس وكيف تعرفت على لاعب السيتي؟
ما سبب الاندفاع؟

وأوضح جريني أن دوافع الجريمة كانت بسيطة في ظاهرها وخطيرة في نتائجها، مشيرا إلى أن المتهم كان يسعى للوصول إلى وجهته بسرعة لجمع أصدقائه، لكنه فقد أعصابه، وفي لحظة غضب اندفع بسيارته وسط الحشد، مدركا أن ذلك قد يؤدي إلى إصابة أشخاص، بمن فيهم أطفال.
ومن بين الضحايا طفل رضيع يدعى تيدي إيفسون، لم يتجاوز عمره ستة أشهر، كان داخل عربة أطفال على بعد نحو خمسة عشر قدما من نقطة الاصطدام. وأكد الادعاء أن السيارة اندفعت مباشرة نحو العربة، إلا أن الطفل نجا دون إصابات، على نحو وصف بأنه «أشبه بالمعجزة»، في وقت أدركت فيه الجماهير أن كارثة حقيقية كانت تتكشف أمام أعينهم.
واختتم الادعاء بالتأكيد على أن دويل شاهد الذعر الذي عم المكان، ورأى ردود فعل المشاة وهم يفرون ويحاولون إنقاذ أطفالهم، لكنه تجاهل كل ذلك واستمر في التقدم، ما جعل عواقب ذلك اليوم قاسية ومؤلمة على عشرات العائلات التي حضرت للاحتفال، فتحولت لحظاتها إلى ذكرى مأساوية.
