منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

الإنسان الحجري

لماذا حمل الإنسان القديم هذا الحجر 20 كيلومترًا؟

لماذا حمل الإنسان القديم هذا الحجر 20 كيلومترًا؟

نشر :  
منذ 4 أيام|
اخر تحديث :  
منذ 4 أيام|
|
اسم المحرر :  
أحمد صفوت

أظهرت اكتشافات أثرية جديدة من أن البشر الأوائل في منطقة المشرق عاشوا لحظة تحوّل حاسمة قبل نحو 400 ألف عام، حيث أعادوا التفكير في أدواتهم، وفريستهم، وربما حتى معتقداتهم!

أداة بدائية بمميزات تذهل خبراء اليوم

 

عُثر على أداة حجرية باسم "كاشط كينا" (Quina Scraper)، وهي قطعة صغيرة الحجم مصنوعة من حجر الصوان، ولكن بحد مُسنن دقيق يمكنه تمزيق الجلد والعضلات بكفاءة عالية، أثارت إعجاب الباحثين وحتى الجزارين المعاصرين!

ما الهدف من هذه الأداة؟

 

قبل مئات الآلاف من السنين، كان الإنسان يعتمد على صيد الحيوانات الضخمة مثل الأفيال. لكن مع انقراضها التدريجي، بدأ الصيادون في التوجه نحو غزال الفالو Fallow Deer؛ وهو حيوان أصغر حجمًا ويتطلب صيد عدد أكبر منه لتوفير نفس كمية اللحم.

وهنا ظهرت الحاجة إلى أدوات أكثر دقة وكفاءة لمعالجة هذا النوع من الفريسة، ما أدى إلى تطوير الكاشط Quina الذي يوفر وقتًا وجهدًا في تجهيز الذبائح.

أظهرت تحاليل دقيقة لبقايا الأدوات أن الكاشطات كانت تُستخدم لتجريد الجلد الجاف، وربما تجهيز الملابس أو لف الطعام أو بناء المأوى. وتم اختبار كفاءتها عبر نسخ حديثة أثبتت أنها فعالة جدًا.

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن فقط في تصميم الأداة، بل في مكان استخراج مادة الصوان.

صوان من "جبال مقدسة"؟

 

كشفت الدراسة أن الصوان المستخدم في صناعة هذه الأدوات لم يُجمع من مناطق قريبة، بل نُقل من منحدرات جبال السامرة، على بعد أكثر من 20 كيلومترًا من الموقع. نفس المنطقة كانت أيضًا موطنًا لغزال الفالو.

هذا الربط بين مكان الفريسة ومكان الأداة يعكس ما وصفه الباحثون بـ "الارتباط الرمزي" بين الموارد والطبيعة؛ ما قد يدل على إدراك روحاني أو مقدس لدى البشر الأوائل لمناطق الصيد الرئيسية، إذ إن هذا السلوك غير عملي من الناحية البحتة، مما يدل على وجود قيمة رمزية أو عاطفية مرتبطة بتلك الجبال، وإلا فلما العناء؟!