منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

توت عنخ آمون

علماء أمريكيون ينجحون في تحويل فطر قاتل من مقبرة توت عنخ آمون قد يقود لعلاج السرطان

علماء أمريكيون ينجحون في تحويل فطر قاتل من مقبرة توت عنخ آمون قد يقود لعلاج السرطان

نشر :  
منذ أسبوع|
اخر تحديث :  
منذ أسبوع|
|
اسم المحرر :  
أحمد صفوت

في عشرينيات القرن الماضي، أثارت وفاة عدة أشخاص عقب اكتشاف مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون في وادي الملوك بمصر، موجة من الجدل والخوف، واعتبرها البعض "لعنة فرعونية" انتقمت من المنقبين. بعدها بعقود، وتحديدًا في سبعينيات القرن العشرين، تكررت الظاهرة عندما توفي 10 من أصل 12 عالِمًا شاركوا في فتح مقبرة الملك كازيمير الرابع في بولندا خلال أسابيع قليلة من دخولهم المقبرة.

لاحقًا، اتضح أن السبب العلمي وراء هذه الوفيات يعود إلى وجود فطر خطير يُسمى Aspergillus flavus في المقابر، وهو فطر يمكن أن يصيب الرئة بعدوى قاتلة في ظروف معينة.

من اللعنة إلى العلاج

الآن، نجح فريق بحثي من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في تحويل هذا "العدو الميكروبي" إلى علاج، بعدما تمكن من تعديل خصائص هذا الفطر واستغلالها لإنتاج مركبات قادرة على مكافحة خلايا اللوكيميا (سرطان الدم) بكفاءة تنافس الأدوية التقليدية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ووفقًا للدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة Nature Chemical Biology، استطاع العلماء استخلاص وتنقية أربع جزيئات فعالة من هذا الفطر، وأظهرت نتائج مذهلة في القضاء على خلايا اللوكيميا المعملية.

البروفيسورة شيري جاو، أستاذة الهندسة الكيميائية والبيولوجية في الجامعة، أوضحت أن "الفطريات أعطتنا البنسلين، وها هي اليوم تثبت أن الطبيعة لا تزال تملك المزيد من الأسرار العلاجية"، مضيفة أن هذه النتائج تؤكد وجود أدوية كثيرة ما زالت مخبأة في الطبيعة ولم يُكتشف بعد سوى القليل منها.


اقرأ أيضاً: علماء أمريكيون ينجحون في تحويل فطر قاتل من مقبرة توت عنخ آمون قد يقود لعلاج السرطان


من جانبه، أشار الباحث الرئيسي في الدراسة، كوييو ني، إلى أن "استخلاص هذه المواد من الفطريات عملية معقدة، لكنها تمنحها قوة حيوية مذهلة". وأوضح أن العلماء اعتقدوا سابقًا أن هذه المركبات الكيميائية خاصة بالبكتيريا فقط، لكن الدراسة الحالية أثبتت أن الفطريات قد تكون منجمًا طبيًا لم يُستكشف بعد.

يؤكد العلماء أن أبحاثهم تمثل خطوة جديدة في فهم أسرار البيئة، وأن هناك كنوزًا علاجية هائلة لم يُكشف عنها بعد، بل وقد تقود إلى حلول لأمراض مستعصية مثل السرطان. كما تؤكد الدراسة أن اكتشاف العقاقير قد يأتي أحيانًا من أكثر الأماكن غرابة، مثل "اللعنة الفرعونية" التي أثارت الرعب قبل قرن من الزمان.