رغم أن السيكوباتيين يجيدون التمويه وإخفاء طباعهم الحقيقية، تشير أبحاث جديدة إلى أن هناك "لغة جسد" محددة قد تفضحهم دون أن ينتبهوا. دراسة كندية واسعة لمئات المشاركين كشفت مفاجآت غير متوقعة حول ما يمكن أن تخبره وضعية الجسد عن شخصية الإنسان.

بوادر سيكوباتية يمكن رؤيتها… حرفيا

تشير أستاذة علم النفس السابقة في جامعة ماساتشوستس، سوزان كراوس ويتبورن، إلى أن بعض السمات المرتبطة بالسيكوباتية قد تظهر في طريقة الوقوف. وويتبورن استندت في تحليلها إلى دراسة أجرتها جامعة ماكغيل في كندا شملت 608 بالغين، طلب منهم اتخاذ أوضاع جسدية مختلفة أمام الباحثين.

النتائج كانت مفاجئة؛ إذ اتضح أن الأشخاص الذين يتخذون "وضعيات مفتوحة وكبيرة" يميلون إلى تسجيل درجات أعلى في سمات مثل النزعة للسيطرة، والتلاعب بالآخرين، والتنافسية الحادة، والإيمان القوي بالهرمية الاجتماعية. هذه الوضعيات أعطت –بحسب الباحثين– مؤشرات واضحة على ميول سيكوباتية أعلى من المتوسط.

اقرأ أيضا: "خدعة مشروبات الدايت!".. طبيب مخضرم يتحدث عن خطورة المشروبات الخالية من السكر!

في المقابل، لاحظت الدراسة أن الأشخاص الذين يبدلون وضعياتهم باستمرار أو يحدبون ظهورهم يميلون إلى انخفاض الثقة بالنفس. كما وجدت نتيجة غير متوقعة: أصحاب الظهر المستقيم جدا سجلوا ميولا أعلى نحو "الشخصية غير المريحة".

ورغم أن الدراسة أظهرت وجود ارتباط بين وضعيات الجسد وسمات شخصية قد تكون مرتبطة بالسيكوباتية، فإنه من المهم أن نفهم أن هذه العلاقة ليست قاعدة ثابتة. ليس كل شخص يتخذ وضعيات جسدية مفتوحة أو يفرد ظهره بالضرورة يكون سيكوباتيا. فالوضعيات الجسدية يمكن أن تتأثر بعدد من العوامل مثل الثقة بالنفس، والمزاج، أو حتى العوامل الثقافية والاجتماعية.

بالتالي، يجب أن نكون حذرين عند تفسير لغة الجسد كدليل قاطع على شخصية الفرد. فالشخص الذي يفتح رجليه أو يظل واقفا مستقيما قد يكون بسهولة يعبر عن شعور بالراحة أو الثقة بالنفس، وليس بالضرورة يعكس ميولا سيكوباتية.