بعد أشهر طويلة من الغموض والتحقيقات الدقيقة، وجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد إلى زوج عارضة الأزياء السويسرية الشهيرة كريستينا يوكسيموفيتش، إحدى المتأهلات في نهائيات مسابقة "ميس سويسرا"، التي عثر على جثمانها داخل منزلها في بلدة بينينغن الحدودية العام الماضي.

العثور على الضحية وبداية القضية

كانت يوكسيموفيتش، البالغة من العمر 38 عاما، تقيم في ضاحية هادئة قرب الحدود الفرنسية–الألمانية. وفي الثالث عشر من فبراير العام الماضي، توجه والدها إلى منزلها بعد أن تلقت العائلة اتصالا من حضانة أطفالها يفيد بعدم قدرتهم على التواصل معها، الأمر الذي أثار قلقا شديدا لدى الأسرة.

وبحسب ما تداوله المقربون، فإن الزوج، ويعرف إعلاميا باسم توما، بدا هادئا عند وصول والدي الضحية، مؤكدا لهما أنه لا يعرف مكانها. غير أن تصرفاته لم تقنع الأب، الذي بدأ البحث داخل المنزل بنفسه، ليقع على ما أثبت لاحقا تعرضها لعملية قتل بالغة القسوة!

تفاصيل التحقيقات الأولية

أظهرت التقارير الطبية والبيانات الرسمية أن الضحية قتلت داخل المنزل الذي كانت تتشاركه مع زوجها. وتشير المستندات التي اطلعت عليها وسائل إعلام دولية إلى أن الجريمة تضمنت عنفا جسيما ومعاملة مهينة للجثمان بعد الوفاة.

كما كشف تقرير التشريح عن استخدام أدوات حادة في الاعتداء، إضافة إلى محاولات لتشويه الجثمان وإتلاف أجزاء منه باستخدام أجهزة وأدوات متعددة، من بينها معدات كهربائية ومواد كيميائية، وذلك في إطار جهد واضح لإخفاء معالم الجريمة.

ونقلت تقارير صحفية أن المشتبه به استخدم شبكة الإنترنت خلال تنفيذ تلك الأفعال، ما أضاف بعدا صادما آخر إلى التحقيقات.

تحركات النيابة وتوجيه الاتهام

بعد مرور أكثر من عام على بدء التحقيق، أعلنت النيابة العامة في بيان رسمي أن الوقائع المكتشفة تقود إلى أن المتهم، البالغ من العمر 43 عاما، أقدم على قتل زوجته داخل منزلهما، مؤكدة أن ملف التحقيق اكتمل وأن القضية باتت جاهزة للانتقال إلى المرحلة القضائية التالية.

وجاء في البيان:

«استنادا إلى نتائج التحقيق الجنائي، تفترض النيابة العامة أن المتهم أقدم على قتل زوجته في مقر سكنهما المشترك في بينينغن. ولن يتم الإفصاح عن تفاصيل إضافية في الوقت الراهن.»

اقرأ أيضا: رضيع عمره 15 يوما يفارق الحياة بعد إصابات عنيفة… والوالد هو الجاني!

روايات الأسرة ولحظات ما قبل اكتشاف الجريمة

تقول صديقة مقربة من يوكسيموفيتش إن الزوج تصرف لساعات "وكأن شيئا لم يحدث"، وفق ما نقلته وسائل الإعلام. وأضافت أن حضانة الأطفال كانت قد أبلغت العائلة بغياب أي تواصل من الأم، وهو ما دفع والديها للذهاب إلى المنزل.

وبحسب ما روته العائلة، فقد غادر والد الضحية المنزل مذعورا بعد العثور على أدلة واضحة على الوفاة، وطلب من أحد المارة الاتصال بالشرطة على الفور.

وضع المتهم والإجراءات القضائية المقبلة
الزوج توماس ما زال رهن الاحتجاز، ولم تحدد المحكمة بعد موعد بدء جلسات المحاكمة. وقد شددت النيابة العامة، في ختام بيانها، على أن المتهم لا يزال يتمتع بقرينة البراءة إلى حين صدور حكم قضائي نهائي.