منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

عمر ياغي

من هو الأردني عمر  ياغي الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء؟

من هو الأردني عمر ياغي الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء؟

نشر :  
منذ شهرين|
اخر تحديث :  
منذ شهرين|
|
اسم المحرر :  
أحمد صفوت

نال العالم الأردني الأمريكي عمر محمد ياغي، أستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تقديرا لإسهاماته الرائدة في تطوير ما يعرف بالأطر المعدنية العضوية (MOFs) وابتكاره لمفهوم الكيمياء الشبكية الذي غير جذريا طريقة تصميم المواد في المختبرات الحديثة.

من عمان لبيركلي.. من هو عمر ياغي؟

ولد عمر ياغي عام 1965 في عمان، الأردن، لعائلة فلسطينية نزحت من يافا بعد نكبة 1948. عاش طفولة قاسية في منزل صغير بلا كهرباء، حيث كانت المياه تصل لبضع ساعات أسبوعيا فقط. هذه التجربة المبكرة مع شح الموارد زرعت في داخله شغفا عميقا لإيجاد حلول علمية تخفف معاناة البشر.

بدأ شغفه بالكيمياء في سن العاشرة، حين شاهد في مكتبة المدرسة نماذج جزيئية تمثل الذرات والروابط، ليقول لاحقا إنها كانت لحظة "اكتشاف لغة بناء الكون".

وفي سن الخامسة عشرة، سافر إلى الولايات المتحدة ليبدأ رحلة علمية طويلة انتهت بتتويجه كأحد أبرز رواد الكيمياء الحديثة في العالم.

حصل ياغي على الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990، وهناك بدأ تطوير فكرة غير مسبوقة، وهي بناء مواد جديدة بطريقة هندسية دقيقة، بدل الاعتماد على التجربة والخطأ.

قاد ذلك إلى تأسيس فرع جديد في الكيمياء يعرف بـ الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وهو علم يتيح تصميم هياكل بلورية ذات مسامية نانوية يمكن التحكم بها لتخزين الغازات أو جذب الرطوبة من الهواء.

من أبرز إنجازاته تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs) والهياكل التساهمية العضوية (COFs)، وهي مواد يمكن أن تصل مساحتها السطحية إلى أكثر من 7000 متر مربع لكل جرام واحد، ما يجعلها من أكثر المواد كفاءة في امتصاص الغازات.

أهم ابتكارات عمر ياغي

من بين أهم ابتكاراته كانت أجهزة لاستخراج المياه من الهواء الجاف باستخدام بلورات MOF، حتى في المناطق الصحراوية حيث الرطوبة لا تتجاوز 20%.

في إحدى تجاربه بجامعة بيركلي، شاهد قطرات الماء تتكاثف داخل صندوق مغلق بفعل التفاعل الكيميائي بين البلورات والهواء، ليصفها بأنها "أجمل لحظة في حياته، لأنها تعني خلق الماء من العدم".

هذه التقنية التي تعمل بالطاقة الشمسية ولا تحتاج إلى كهرباء، قد تمثل أملا لملايين الأشخاص الذين يعانون من نقص المياه في العالم. فبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 1.8 مليار شخص أزمة مائية بحلول عام 2025، وينظر إلى أبحاث ياغي كأحد الحلول الأكثر وعدا لتخفيف آثار هذه الكارثة.

اعتراف عالمي وإنجاز عربي نادر

شارك عمر ياغي على أكثر من 300 بحث علمي وبلغت استشهاداته العلمية أكثر من 250 ألف مرة، ما جعله ضمن قائمة أكثر العلماء تأثيرا في العالم.

سبق أن نال جائزة كافلي للكيمياء عام 2018، وهي من أرفع الجوائز العلمية في العالم، كما كرمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2024 بجائزة نوابغ العرب لفئة العلوم الطبيعية.

ورغم مكانته الأكاديمية العالمية، يواصل ياغي دعم الباحثين الشباب من العالم العربي، مؤمنا بأن “العلم لا وطن له، لكنه يصنع أوطانا أقوى”.


اقرأ أيضا: علماء يتوصلون لمعجون أسنان مصنوع من الشعر يعيد ترميم مينا الأسنان طبيعيا!


فوز عمر ياغي بجائزة نوبل

فوز عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء 2025 لا يعد تكريما لذكائه فقط، بل احتفاء برؤية إنسانية جعلت من العلم وسيلة لخدمة البشر.

من غرفة متواضعة في عمان إلى منصة الأكاديمية السويدية في ستوكهولم، يجسد ياغي قصة إصرار استثنائية تثبت أن المعاناة قد تكون بذرة الإلهام، وأن الاكتشاف العلمي حين يبنى على التعاطف يمكنه إنقاذ العالم حرفيا.