"الحمل الوحشي".. ظاهرة تنتشر في دول العالم الأول بسبب غير المتخصصين!

تصاعد الجدل العالمي خلال الأشهر الماضية حول حركة "Free Birth Society" أو "Wild Pregnancy" (الحمل الوحشي)، وهي تيار رقمي يروج لفكرة الولادة دون إشراف طبي كامل، تحت شعار الاعتماد على الذات و"العودة إلى الطبيعة".

بدأت الحركة كمبادرة رقمية صغيرة، قبل أن تتحول إلى مجتمع واسع يستقطب نساء من دول مختلفة عبر محتوى عاطفي يقدم الولادة المنزلية كبديل أكثر حرية وروحانية.

تورط هيئة NHS دون قصد

تحقيق لصحيفة "الغارديان" كشف أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS كانت توجه نساء يفكرن في الولادة المنزلية إلى بودكاست خيري يشجع على الحركة.

ظل الرابط موجودا على صفحة NHS حتى أغسطس الماضي، قبل حذفه بهدوء، بينما استمرت منشورات بعض المستشفيات في الإشارة إلى نفس المصدر.

قيادات بلا خلفية طبية

تقود الحركة الأمريكيتان "إميلي سالدايا" و"يولاند نوريس كلارك"، دون امتلاكهما لأي مؤهلات طبية. وتشجعان النساء على تجنب الفحوصات والمتابعة الطبية، وتقديم الولادة المنزلية كتجربة يمكن إدارتها بالحدس الشخصي. كما وصفتا إنعاش المواليد بأنه "تخريب"، واتهمتا الأطباء بارتكاب اعتداءات داخل المستشفيات.

منظومة تجارية مربحة!

مع توسعها الرقمي، تحولت الحركة إلى نشاط تجاري كبير يشمل دورات مدفوعة، وعضويات خاصة، وورش تدريبية، ومدارس إلكترونية، ومهرجانات رقمية، ما حولها إلى مصدر دخل يدر ملايين الدولارات.

اقرأ أيضا: لينا مدينا.. الطفلة البيروفية التي أنجبت في سن الخامسة واعتبرت أصغر أم في التاريخ!

نتائج كارثية موثقة

تحقيق "الغارديان" ربط الحركة بـ 48 حالة تضمنت وفيات أجنة ومواليد، ومضاعفات خطيرة للأمهات. في 18 حالة، أثر محتوى الحركة مباشرة على قرارات النساء أثناء الولادة.

من الأمثلة:

• رضيع بقي بلا تنفس لمدة 17 دقيقة وانتهى بإصابة دماغية دائمة.
• ولادة داخل البحر انتهت بوفاة الطفل فورا.
• التهابات خطيرة بسبب تجنب المضادات الحيوية وتأخر العلاج.

شهادات من الداخل

نساء من دول مختلفة أكدن تلقي توجيهات مباشرة من سالدايا وكلارك أثناء الولادة عبر رسائل أو مكالمات، واتخاذ قرارات حساسة بناء على ذلك. كما شهدت الحركة استقالات لمدربين ومتعاونين سابقين بسبب مخاوف صحية.

أسباب انتشار الظاهرة

دراسات أشارت إلى أن الدوافع تشمل فقدان الثقة بالخدمات الصحية، وتجارب سلبية في المستشفيات، وإغلاق خدمات الولادة المنزلية خلال الجائحة، وغيرهم.

بشكل عام، تشير البيانات إلى وجود 142 ولادة حرة بين أبريل 2023 ومارس 2024، رغم احتمالية أن يكون الرقم الفعلي أعلى.

اقرأ أيضا: روكسانا رويز.. الفتاة التي قتلت مغتصبها فحكم عليها بالسجن 6 سنوات!

ردود رسمية

لاحقا، أوضحت هيئة NHS أنها لا تؤيد الحركة أو أفكارها، محذرة من أن الولادة دون إشراف طبي قد تعرض حياة الأم والطفل للخطر، رغم أن القانون يسمح بها.

ويعتبر الخبراء أن تقديم نصائح طبية عبر الإنترنت دون تدريب يمثل خطرا على الصحة العامة، ويرون أن انتشار هذه الأفكار قد يحول الولادة إلى مخاطرة حقيقية في غياب الرقابة.