منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

الطفلة البريطانية المسكينة

نزلة برد تحولت إلى مأساة… طفلة بريطانية تصارع الموت بعد إصابتها بحالة دماغية نادرة!

نزلة برد تحولت إلى مأساة… طفلة بريطانية تصارع الموت بعد إصابتها بحالة دماغية نادرة!

استمع للخبر:
0:00

ملاحظة: النص المسموع ناتج عن نظام آلي

نشر :  
منذ يوم|
اخر تحديث :  
منذ يوم|
|
اسم المحرر :  
فريق العمل

تخوض الطفلة البريطانية سيينا دانيون، البالغة من العمر أربعة أعوام، واحدة من أقسى معارك الحياة داخل غرفة العناية المركزة، بعد أن تحولت إصابتها بالإنفلونزا خلال أيام قليلة إلى أزمة صحية مدمرة قلبت حياة أسرتها رأسا على عقب.

تفاصيل القصة

بدأت القصة في أواخر شهر نوفمبر الماضي بأعراض بدت عابرة؛ شعور بالبرودة وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. ظن والداها، غاري وأنجيلينا دانيون، أن الأمر لا يتعدى وعكة بسيطة، خاصة أن سيينا واصلت اللعب والضحك كعادتها، دون أي مؤشرات خطرة.

وفي اليوم التالي، قرر الأب إبقاء طفلته في المنزل، ثم اصطحبها في نزهة قصيرة على دراجتها الصغيرة، إلا أنها لم تدم سوى دقائق معدودة، قبل أن تشكو من برد شديد وإرهاق غير معتاد، لتبدأ بعد ذلك سلسلة من التطورات المفزعة.

بعد يومين فقط، انهار كل شيء. عاد الأب من توصيل ابنته الكبرى إلى المدرسة، ليفاجأ بعبارة زرعت الرعب في قلبه: «هناك شيء خطير… سيينا لا تستجيب ولا تفتح عينيها!»

نقلت الطفلة فورا إلى المستشفى، حيث وضعت على المحاليل الوريدية، لكن الأطباء لاحظوا تشنجا في أطرافها، لتكشف الفحوصات الإشعاعية عن تغيرات خطيرة في الدماغ. وسرعان ما تدهورت حالتها، إذ فقدت القدرة على التواصل تماما، ما اضطر الفريق الطبي إلى إدخالها في غيبوبة صناعية.

على الهامش: لغيبوبة الصناعية هي حالة فقدان وعي عميقة ومؤقتة يحدثها الأطباء عمدا باستخدام أدوية معينة، لحماية الدماغ من التورم بعد الإصابات الشديدة، وتقليل استهلاك الأكسجين فيه، ومنح الجسم فرصة للشفاء.

لاحقا، جرى نقل سيينا إلى مستشفى متخصص، حيث تلقت الأسرة تشخيصا صادما: التهاب الدماغ الناخر الحاد، وهو حالة نادرة وشديدة الخطورة، قد يسببها فيروس الإنفلونزا أو كوفيد-19. وأكد الأطباء أن هذه الحالة عدوانية جدا، وقد تحدث أحيانا دون أعراض إنفلونزا واضحة، كما هو الحال مع سيينا، التي لم تتلق لقاح الإنفلونزا سابقا.

ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد، إذ خضعت الطفلة لعلاج تبادل البلازما، ثم لعملية جراحية طارئة بعد ارتفاع خطير في المؤشرات الحيوية، تبين على إثرها أن 60% من أمعائها تعرضت لتلف لا يمكن إصلاحه، ما استدعى استئصالها لإنقاذ حياتها، تلتها جراحة أخرى بسبب مضاعفات لاحقة.

ولا تزال سيينا ترقد في غيبوبة، فيما يتوقع الأطباء أن يستمر علاجها في المستشفى لعدة أشهر، تعقبها مرحلة تأهيل عصبي طويلة ومكلفة، وسط حالة من القلق والترقب تعيشها الأسرة، مع احتمالات واقعية لآثار صحية دائمة.

ويقول والدها إن أصعب ما يواجهه هو احتمال ألا تعود طفلته كما كانت، مؤكدا أن ضحكتها وحيويتها التي كانت تملأ المنزل قد تتغير إلى الأبد.

وفي الوقت نفسه، تعيش الأسرة شعورا قاسيا بالذنب لعدم تطعيمها، ما دفع الأب إلى إطلاق حملة تبرعات لدعم تكاليف العلاج، وتحويل محنة ابنته إلى رسالة توعوية تحذر الآباء من خطورة الاستهانة بالإنفلونزا، وتؤكد أهمية اللقاحات.